الدعاء شأنه عظيم، والدعاء له أسرار، فمن ذلك: الإسرار. ولو نظرنا في دعاء موسى -عليه السلام-: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، وكذلك دعاء أيوب -عليه السلام- لما قال: رب إني {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] وقول يعقوب -عليه السلام-: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [يوسف: 86]، {إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، إني {مَسَّنِيَ الضُّرُّ}، {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} فما هو الشيء المشترك بينهما؟ .... المزيد
إن الله -عز وجل- قد حذرنا من فتنة الدنيا، وأنها متاع الغرور، وأن بعض الناس يقولون: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 200]، وأن بعض الناس {يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام}، وأخبرنا أن هذه الحياة الدنيا لها زينة، وأنها في أعين الكفار جميلة جداً جدا، فقال تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [البقرة: 212]، وكذلك أخبر أن هذه الدنيا فيها الكثير من المتاع والملهيات، وأن البهرج الذي فيها يفتن فعلاً، فقال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [آل عمران: 14]. .... المزيد
الأرض لله يورثها من يشاء